المهاجرون العرب.. لماذا يتحدثون عن العودة لكن لا يعودون؟ تفاصيل وحقائق

تاريخ الإضافة: 2025-02-28 11:13:38 بواسطة: Amal Salman | عدد المشاهدات: 60

تاريخ التعديل: 2025-02-28 16:59:07 | بواسطة: aml987

تثار على مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حول عدم عودة المهاجرين العرب إلى بلدانهم الأصلية بعد استقرارهم في الغرب. يلاحظ البعض وجود تناقض بين ما صرّح به بعض المغتربين في الماضي، مثل تفضيلهم لنظام حكم ديني أو سياسي معين في أوطانهم، وبين قرارهم بعدم العودة حتى بعد تحقق هذه الظروف. إضافة إلى ذلك، كثيرًا ما يشتكي بعضهم من أساليب التربية الغربية ويدّعون أنها تتسبب في "ضياع" أبنائهم، لكنهم في الوقت ذاته لا يعودون إلى البيئة التي يعرفونها ويريدونها لأولادهم. فما الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟ ولماذا لا تكفي التغيرات السياسية والاجتماعية وحدها لإقناعهم بالرجوع؟

الهوة بين التصريحات السابقة والواقع

كثير من المهاجرين أعربوا في بدايات غربتهم عن رغبتهم في العودة إذا تحسنت الأوضاع السياسية أو الاقتصادية في بلدانهم. لكن الواقع يظهر أنهم لا يعودون حتى لو تغيرت الظروف بالشكل الذي كانوا يأملونه. على سبيل المثال، عند وصول أنظمة حكم متوافقة مع توجهاتهم الفكرية، لم يشهد الوطن عودة جماعية لهم. كما أن العديد منهم يعبر عن عدم رضاهم عن طرق التربية في أوروبا، ويخشون فقدان هويتهم الثقافية والدينية، ومع ذلك يستمرون في العيش هناك بدلًا من العودة إلى مجتمعهم الأصلي الذي يزعمون أنه أكثر توافقًا مع قيمهم.

الأسباب الحقيقية وراء بقاء المهاجرين العرب في الغرب تتجاوز الشعارات. فيما يلي بعض العوامل الرئيسية:

• الفرص الاقتصادية وسوق العمل: توفر الدول الغربية فرص عمل أفضل ودخلًا أعلى مقارنة بكثير من البلدان العربية.
• جودة الحياة والخدمات: تمتاز الدول الغربية بخدمات عامة متطورة مثل الصحة والتعليم والنقل.
• الاستقرار الأمني والسياسي: يعيش المهاجرون في بيئة آمنة مقارنة بالأوضاع غير المستقرة في بعض الدول العربية.
• التعليم ومستقبل الأبناء: يبحث الأهل عن تعليم أفضل وفرص أكاديمية أوسع لأبنائهم، رغم قلقهم المستمر من تأثيرات الثقافة الغربية.
• التجذر في المهجر: بعد سنوات من العيش في الغرب، يصبح من الصعب ترك الحياة المستقرة والعلاقات الاجتماعية حتى مع الانتقادات المستمرة لنمط الحياة الغربي.

التحديات النفسية والعاطفية

رغم كل هذه الأسباب، لا يمكن إنكار أن الكثير من المهاجرين العرب يعيشون في صراع داخلي بين حبهم لوطنهم الأم ورغبتهم في منح أبنائهم حياة أكثر استقرارًا. فالهجرة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل تجربة معقدة تحمل تحديات نفسية وعاطفية. الشعور بالغربة، فقدان العائلة الممتدة، وصعوبة الاندماج في بعض المجتمعات الغربية تجعل الكثيرين يعيشون حالة من الانتماء المزدوج حيث لا يشعرون بانتماء كامل لا إلى وطنهم الأم ولا إلى بلد المهجر. هذا الصراع قد يكون أحد الأسباب التي تدفعهم إلى التمسك بهويتهم الثقافية والدينية بشدة رغم بقائهم في الغرب.

أمثلة واقعية

بعد حرب العراق 2003، كان هناك توقع بعودة المغتربين العراقيين، لكن استمرار غياب الأمن والخدمات منع ذلك. كذلك، في الربيع العربي 2011، لم تؤدِ التغيرات السياسية إلى عودة واسعة للمهاجرين. وبالرغم من حديث البعض عن ضياع أبنائهم في المجتمعات الغربية، إلا أن قلة منهم اختارت العودة فعليًا، مما يعكس وجود عوامل أخرى أقوى من مجرد القيم الثقافية والدينية.

الخلاصة

لا يمكن اختزال عدم عودة المهاجرين العرب في التناقض بين تصريحاتهم وسلوكهم. فالبقاء في المهجر ليس دائمًا خيارًا ماديًا فقط، بل هو قرار عقلاني مبني على الاستقرار وجودة الحياة. رغم انتقاداتهم المستمرة للبيئة الغربية، لا يعود الكثير منهم إلى مجتمعاتهم الأصلية، لأنهم يدركون أن الواقع في الوطن لا يحقق طموحاتهم من حيث الأمن أو الفرص أو الخدمات. الحل الحقيقي لجذبهم للعودة هو تحسين أوضاع أوطانهم بشكل مستدام، وليس مجرد تغييرات سطحية.

تابع موقع مهاجرون في القسم العام

أحدث المقالات في القسم العام